كتبت دينا كرم
نشهد كشعب مصر في هذه الآونة عدة حوادث بسبب تطبيقات النقل الذكي أشهرهم لشركة أوبر وكريم وغيرهم، وأقرب حادثة لفتاة تشككت في سلوك السائق وفي أفعاله الغريبة مثل رشّ السيارة ببخاخ بشكل مفاجئ وغلق الزجاج، مما نتج عنه تصرف سريع من الفتاة ومحاولة إنقاذ نفسها بالطريقة التي وجدتها أمامها وهو رمي نفسها من السيارة، وهو الحل الوحيد أمام أي شخص في هذا الموقف، فهل كان السائق لديه نية غير سليمة بالفعل؟ أم هل توهمت الفتاة بأن السائق لديه نوايا خبيثة نظرا لما نشهده حديثا من حوادث وجرائم؟
في كل الأحوال نحن نعاني من مشكلة كبيرة هي عدم توافر أمان وحماية في السيارات الملاكي التي تعمل في تطبيقات النقل الذكي بالشركات الخاصة بهذا المشروع، وبرغم أن هذه المشكلة ليست مستحدثة وكنا نشهدها قديما منذ أن كان التاكسي هو رمز الشارع المصري، لكنها لم تكن منتشرة بكثرة مقارنًة بهذه الآونة فرغم التطور التكنولوجي التي نشهده والمكاسب التي تحققها هذه الشركات المسئولة عن تشغيل هذه السيارات إلا أنه حتى الآن لم يتم فرض تركيب كاميرات مراقبة داخل السيارات وتوصيلها بالنظام الخاص بالشركة لكل سائق وتحكم العميل أيضاً بها، طالما لم تستطع الشركات التحقق والتحري الدقيق عن السائقين بها، حتى إن رأى البعض أن هذا ليس حلاً فعالاً لهذه المشكلة إلا أنه يمكن أن يقلل الخطر ويضمن سلامة الركاب بشكل أفضل
هذه الجدلية والمشكلات التي تسببها هذه التطبيقات والحوادث التي نشهدها تجعلنا نتساءل “مالها المواصلات العامة؟” نعم هي تحتاج إلي طول بال وصبر، وتتطلب أن تتحرك من منزلك قبل الموعد الأصلي بحوالي ساعتين فأكثر تحسبا لازدحام موقف الحافلات والذي نشهد به مشهد يتمثل في ارتصاص الأشخاص في أحضان الميكروباص وأحياناً دعس النساء والأطفال للحاق بالمواصلة، لكن هذه الضوضاء تجعلها أكثر أماناً وتضمن وصولك بدون التعرض للخطف أو السرقة حتى ولو وصلت بشكل مختلف عما تحركت به من منزلك، أو وصلت وأنت تعاني من الصداع الشديد لكثرة الثرثرة والمشاجرات حول الأجرة، وحول غلاء الأسعار ونقص البركة من البلاد، ولكن حتماً ستصل في النهاية