كتب محمود حمدي
الهجرة هي رغبة، وقد تكون حلم لبعض الأشخاص هربا من مصاعب الحياة، والرغبة في حياة أفضل على المستوى المعيشي، وكل شيء، وقد لا تتأثر الدولة بزيادة المهاجرين منها بل تستفيد من تحويلاتهم المالية، ولكن بالنسبة لبعض المهن إن قرر المعظم الهجرة، قد تكون مشكلة كبيرة، لذلك تعاني مصر في السنوات الأخيرة من هجرة الأطباء بأعداد كبيرة.
الطب في مصر من أكثر المهن التي يسعى إليها الكثير، منذ بداية إنشاء مدرسة الطب في مصر، بل يعتبرها البعض فخرا أن يكون طبيبا، لذلك هي الأعلى مجموعا للالتحاق بكلية الطب، حيث تنتهي دراسة الطب ست سنوات وسنة كاملة امتياز يقضيها بالعمل في المستشفيات الحكومية، بحيث يكون عمر الطبيب وقتها 28 إلي ،29 وبعد ذلك يتقاضى راتب 4 آلاف جنيه فقط، بعد كل سنوات الشقاء والتعب يتقاضى راتب بسيط جدا، لذلك أغلب الأطباء يسارعون في الهجرة للخارج رغبة في راتب مميز يناسب مقدار ما يتم بذله من مجهود، هل الراتب هو العائق الوحيد في مصر بالنسبة للأطباء؟ الإجابة بالتأكيد قطعا لا، لأن الراتب يعتبر جزءا من المشكلة، حيث تتمدد إلى ماهو أكثر من ذلك، حيث في بداية الامتياز يشتكي الكثير من الأطباء من المعاملة من الأطباء المشرفين عليهم والضغط الذي يمارس عليهم وساعات العمل الطويلة، بعض الأطباء يتفقون فيما بينهم على العمل لمدة 24 ساعة حتى يستطيعوا أخذ الأجازة الأسبوعية، حيث أن بعض الأطباء لا يستطيعون أخذ أجازة أسبوعية بسبب قلة الأطباء؛ لذلك بعد كل تلك الشكاوي، أصبحت الهجرة حلم للأطباء في مصر، وأصبحت دول الخليج وأوروبا وأمريكا هي الوجهة الأساسية للهجرة بسبب توافر رواتب وظروف معيشة أفضل، ولكن تستطيع الدولة المصرية حل كل ذلك عن طريق توفير بيئة صالحة للطب في مصر سواء حسب الرواتب وعدد ساعات العمل وحتى طريقة المعاملة لأن استمرار الوضع بتلك الطريقة ستؤدي إلى كارثة لا محالة.