كتبت نورهان عادل- دينا كرم- أية محمد
تفرض الأوضاع الإقتصادية دائماً علي المواطنين البحث عن بدائل وحلول لحل مشكلات وأزمات تتعلق بالمعيشة وغلاء الأسعار والمشاكل الإقتصادية عموما، ومثلما يقوم كل مواطن بذلك فتقوم الدولة بأكملها بذلك أيضا فتحاول هي الأخري توفير بدائل وحلول لحل الازمات الاقتصادية التي يتعرض لها الشعب وخلق فرص يستطيعون بها ممارسة ما يريدونه دون الاضطرار للتعرض لضيق مادي أو غيره، ومن أبرز الحلول التي حاولت الدولة خلقها للمواطنين في مجال التعليم كانت المنصات الرقمية للتعليم أو منصات التعليم الالكتروني التي بدأت بالظهور حين إنتشر فيروس كورونا، لتحل محل الدروس الخصوصية التي توقفت لمنع الاختلاط حفاظاً علي صحة الطلاب؛ لتسهل علي الطلبة وتساعدهم علي ممارسة أدائهم التعليمي بشكل مستمر دون الإنقطاع بسبب أزمة كورونا، ومن وقتها ظلت هذه المنصات موجودة وظلت وزاره التربيه والتعليم تحاول ان تتطور تلك المنصات بما يخدم كافة الطلاب بكافة المراحل التعليمية المختلفة ومحاولة توفير كافة المناهج الدراسية بطرق عرض شتي تناسب اختلافات الطلاب
بعد كورونا اصبح التعليم الرقمي ركيزه اساسيه للطلاب
وكان الهدف من إنشاء هذه المنصات هو مساعدة الطلاب وقت الأزمة في المقام الأول، ولكن بعد مرور تلك الازمه قررت الوزاره ان تستكمل تلك المنصات في مساعده الطلاب وان تكون عون لهم بجانب المدارس ؛ و بدأت تتطور بما يخدم الظروف الحالية وتطورات المناهج الدراسية وتطورات المنظومة التعليمية بأكملها، والهدف الرئيسي التي تهدف إليه الوزارة من إنشاء هذه المنصات هو جعل الطلاب تتخلي عن الدروس الخصوصية وتوفير المصاريف المهولة التي تُنفق فيها، والعودة للمدارس بجانب هذه المنصات التي تعتبر تكملة لدور المعلم في المدرسة والتي يشرف عليها ويُقدم الدروس فيها معلمين ذو قيمة وكفاءة في مجال التربية والتعليم، وهذه المنصات تقوم بتوفير خيارات متعددة فعليك أن تختار في أي مرحلة تعليمية أنت، وأي مادة دراسية تريد مذاكرتها، وطريقة عرض الدرس الذي تريده سواء فيديو او عروض تفاعلية أو الكتاب المدرسي أو أسئلة علي الدرس وغير ذلك من الخيارات التي تتيح للطالب ما يريده وكل ذلك مجاناً وفي المنزل ودون تضييع وقت في المواصلات أو تضييع وقت في سناتر الدروس الخصوصية
المنصات بأيدي مدرسين مؤهلين و أكفاء من قبل الوزاره
وتلك المنصات تم العمل عليها بأيدي أكفاء المدرسين و المُدرسات وتم الإشراف عليهم من قِبل وزاره التربيه والتعليم،وقد اوضح لنا الاستاذ”عبد الغني محمد “معد ومقدم البرامج التعليمية بقناة مدرستنا ٣ ، وهو مُدرس لغه عربيه يعمل بالتدريس مُنذ ١٦ عام، انه ألان يعمل في تطوير طرق التعليم عن طريق المنصات تبعًا للوزاره و اوضح ان المنصات التي اطلقتها التربيه والتعليم كانت في البدايه حل مؤقت لمواكبة الظروف الطارئة التي حدثت اثناء أزمه كورونا ولكن بعد أنتهاء الازمه قررت الوزاره ان تكون تلك المنصات وسيله لمساعدة الطلبه و ان توفر علي الأهالي مصاريف الدروس الخاصه، فتم العمل علي تطوير تلك المنصات وطرق عرض المناهج بها و تعديل انظمتها الداخلية للتواصل لكي تتيح للطالب ان يتفاعل مع الشرح المقدم له ويستفاد منه بأكثر قدر مستطاع؛ويتم الاشراف علي المحتوي المقدم علي المنصات من العديد من الموجهين التابعين للوزاره بشكل مستمر و دوري ،ولم تتوقف عمليه تطوير التعليم عند هذا الحد فقط بل ان الوزاره اقامت دورات تدريبية للمدرسين من أجل ان يتعلموا كيفيه التعامل مع تلك التطورات و دورات تدريبية اخري علي انظمه التعليم الجديدة وكل ذلك من اجل رفع مستوي جوده التعليم ومساعده الطالب المصري، وبالفعل تلك المجهودات الكثيره لقت تأثير ايجابي في العديد من الطلاب
وعند استعراض أراء بعض الطلاب أوضحت (ايمان ف. )والده الطالبة (روان.ع) الملتحقة بالصف الرابع الابتدائي في مدرسه طلعت حرب، انها تعتمد اعتماد كلي علي المنصات الخاصة بالوزارة بجانب المدرسه للمذاكره لأبنتها ، بل انها تفضل تلك المنصات عن المدرسه و الدروس الخاصه؛ففي تلك الفيديوهات يستفيض المدرس في الشرح بطريقه من الصعب وجودها في المدرسة نظرًا لمده الحصص الدراسية فهو مقيد بوقت محدد ، ويشرح بشكل مبسط يسهل علي ابنتها استيعابه بل ولا يتوقف عند الشرح فلكل درس او وحده في المنهج لها اسئله مخصصه بها فيقوم بعمل فيديو خاص منفرد بجانب فيديو الشرح لحل جميع تلك الاسئلة، وبعد تجربتها لتلك الفيديوهات والمنصات المساعده التي تقدمها الوزاره قررت ان تكتفي بها لتعليم ابنتها دون اللجوء الي دروس خاصه أو أي شيء من هذا القبيل
مجموعة واسعة من المنصات لتحقيق التعليم الشامل للطلاب
بوابة التعليم الالكتروني وهي متاحة لجميع المراحل التعليمية ابتدائي وإعدادي وثانوي وفيها عدد من الخيارات التي توفر للطالب الطريقة التي يريدها في مذاكرة الدرس كأي يشاهده فيديو أو يتطلع علي الكتاب المدرسي أو يشاهد عروض تفاعلية وغيرها من الخيارات الأخري ، حصص مصر وهي تقدم خدمات لطلاب الصف الثالث الاعدادي حتي الصف الثالث الثانوي فهي تقدم دروس تفاعلية من خلال شرح سلس بطريقة تفاعلية، وتقدم نماذج امتحانات تدريبية وبنك تدريبات لكل مادة من مصادر معتمدة، وذلك يقدمه معلمون خبراء يقدمون المنهج الوزاري بطريقة تدعم نظام التقييم الجديد، وهذه المنصه الوحيدة التي تحتاج لاشتراك سنوي لكي يتابع عليها الطالب ما يريده بكل سهولة بتكلفة ١٠٠ جنيه للعام الدراسي كاملا، منصة البث المباشر وهي تتيح التواصل مباشرة بين المعلمين والطلاب من خلال لقاءات مباشرة يتم الإعلان عنها طبقا للجدول الخاص بكل مرحلة تعليمية، وذلك من خلال برامج التعليم عن بعد مثل (ميكروسوفت تيمز – ويبكس)
ولم تقتصر فقط علي توفير منصات تعليميه بل استغلت وسائل الاعلام أيضاً لتحقيق اهدافها المنشوده ف وفرت الوزاره قنوات تعليميه لجميع المراحل ابتدائي واعدادي وثانوي بالاضافه الي قنوات خاصه بالتعليم الفني، فهذه القنوات يلجئ اليها الطلاب و اولياء الأمور وذلك لتوضيح المناهج التعليمية لهم حيث تتمتع هذه القنوات بالسمعة الطيبة ونسب المشاهدة العالية ، فقد تم اختيار المدرسين الاكثر خبرة للعمل في هذه القنوات ليقوموا بشرح المادة العلمية بطريقه احترافية ومبسطة وسهلة للطلاب، ومن هذه القنوات :(قناة مصر التعليمية 1 )،( قناة مصر التعليمية مباشر 2) ، (قناة عين التعليمية)
ومجموعة قنوات مدرستنا المقسمه الي قناة (مدرستنا 1) المتخصصه في عرض شرح كامل لمناهج المرحله الابتدائيه ، (قناة مدرستنا 2 ) المتخصصه في مناهج المرحلة الإعدادية ،(قناة مدرستنا 3) التي تهتم بشرح مناهج المرحلة الثانوية
كما وفرت الوزراة تطيبق مدرستنا بلس والذي يعتبر أول تطبيق إلكتروني تحت رعاية وإشراف وزارة التربية والتعليم، ويضم منصات مختلفة، لناشرين تعليمين مختلفين، ويقدم كل ما يحتاجه الطلاب وأولياء الأمور من شرح وتطبيقات تعليمية، كما أنه موجه لجميع المراحل ، بالإضافة لكل برامج قناة مدرستنا التعليمية المختلفة سواء كانت تربوية او ترفيهية ، كما ان هذا التطبيق اصبح متاح علي تابلت طلاب الثانوية العامة ليستغلوه في فهم جميع المواد الدراسية
ولم تتغافل الوزاره عن التعليم الفني بل لاقي اهتمام أيضاً من قبل الوزاره ف قامت بأنشاء قناة تعليمية خاصه به وهي قناة التعليم الفني المصرية وتهتم هذه القناة بتقديم جميع المناهج الخاصة بالتعليم الفني بمختلف تخصصاته ، وبذلك تكون الوزارة قد استغلت جميع الموارد المتوفرة في الدولة لخدمة التعليم و وفرت اكثر من طريقة للطلاب لتساعدهم علي فهم واستيعاب المناهج وعلي الطالب فقط اختيار الطريقة التي تناسبه
المراكز الخاصه تحاول تواكب خطه الوزاره والطلاب يستفيدون من التنوع
وبما أن خطة التعلم عن بعد لاقت نجاح من وقت إطلاق منصات الوزارة فقام مدرسي الدروس الخصوصية بالمشي علي نفس النهج ومحاولة وضع بديل لأنفسهم يتناسب مع مستجدات العصر والظروف، فمنهم من أنشئ منصة خاصة به بجانب نزول السنتر، ومنهم من اشترك في منصات كبيرة في هذا المجال، وبذلك أقبل الطلاب علي الاشتراك في هذه المنصات بجانب منصات التي توفرها الوزارة خاصة طلاب الثانوية العامة الذين يعانون من ضيق الوقت وتضاعف الجهود الواقعه علي عاتقهم فبدأوا يلجأون للدراسة من خلال هذه المنصات
واوضح العديد من الطلاب فائده تلك المنصات لهم ومثال علي حال تلك الطلاب الطالبه(س.ع)وهي طالبه بالصف الثالث الثانوي تأخذ دروس خاصه في جميع المواد العلمية ،بعضهم في المراكز التعليمية الخاصه والبعض الاخر علي منصات خاصه للمدرسين من المنزل وعلي حسب قولها ان المنصات توفر عليهم كطلبة كثيرا و لا يقتصر علي التوفير المادي الخاص بمبلغ الحصه فقط بل يتعدي الامر ذلك ، فيتم توفير فلوس المواصلات من و إلي الدرس والتي قد تصل في اليوم الي ٥٠ جنيه ، وتوفير المجهود ايضا فالذهاب الي الدرس يأخذ من الطاقه البدنيه الموجودة لدي الطالب ، وتوفير الوقت هو عنصر بارز لا يمكن انكاره فبدلًا من تضييع الوقت في المواصلات التي قد تصل إلي ساعتين او ثلاثة ساعات في اليوم يوفرهم الطالب بوجوده في المنزل ومشاهده الحصه علي المنصه،و خاصة أن هناك طلبه يذهبون لمدرسين في أماكن مختلفه تبعد عن مسكنهم مما يؤثر علي جودة وكفاءة تحصيلهم الدراسي في نهاية اليوم
لذلك فهذه الحلول من شأنها توفير نفقات ووقت وجهد علي الطلاب وأهاليهم ولكن إذا تم استغلالها بشكل جيد وبطريقة منظمة من خلال متابعة أولياء الأمور علي لأولادهم، وأن يكون الطالب رقيب علي نفسه وأن يهتم بمصلحته من خلال قيامه بتنظيم وقته وتوفير مجهوده ومحاولة استغلال الحلول والفرص التي توفر له هذا المجهود والوقت