تراجع في جودة الخامات وبضاعة مركونة.. أصحاب المشاريع الصغيرة الخاسر الأكبر من التقلبات الاقتصادية

الخبير الاقتصادي وائل النحاس: على أصحاب المشاريع الصغيرة توخي الحذر في عملية التسعير

AL Hasala Magazine By AL Hasala Magazine
4 Min Read

كتبت غادة مساعد- ندى عيد

كثر النصح ببدء المشروع الخاص، لزيادة الدخل، لكن معظم متخذي هذه الخطوة، كانت الظروف أقوى منهم، من زيادة الأسعار، وتحرير سعر الصرف واحتكار بعض المصانع للخامات والسلع، ومن هنا تبدأ معاناتهم، التي تحتاج لعقل واعٍ لحلها، وفي هذا التقرير نعرض نماذج لأزمة أصحاب المشاريع الصغيرة

خسارة المكسب والعملاء

قالت آية نعمان، صانعة الأشغال اليدوية، أنها تريد التوسع في المجال، ولكن ظروف تحرير سعر الصرف كانت ضدها حيث باتت تستخدم خامات جودتها رديئة في التصنيع، ليظل السعر كما هو، والمفاجأة أنه بناء على طلب العملاء والتجار التي تورد لهم.

وأضافت أنها أوقفت البيع بالجملة لفترة، لعدم استقرار الأسعار، وبدأت بالبيع أونلاين، وتلك أصعب فترة مرت بها، لوجود عجز في الخامات، كما أن العمال المعاونين لها بدأوا بالبحث عن عمل آخر

وأوضحت أن مكسبها انخفض إلى ٧٠٪، واعتمدت على خامات أرخص ومنخفضة الجودة لأن نسبة المبيعات قلت، والتجار محتكرين الخامات حتى يستقر السعر

 كما أنها تحاول ضبط التسعير، وتوفير الخامات لاستقرار المشروع، لأن لديها التزامات شخصية تغطيها من دخل مشروعها، والخسارة امتدت للعملاء، بسبب زيادة الأسعار، حيث كانت ٣٠٪، وتضاعفت إلى ٦٠٪.

محاولات الحفاظ على الزبون

وقالت دنيا عبد الله، صاحبة محل ملابس واكسسوارات، أنها كانت تستورد بضاعتها من الصين، بالإضافة إلى امتلاكها لصفحة أونلاين لبيع المنتجات، ولكنها توقفت بعد الأزمة الاقتصادية.

وأضافت أن الأسعار تزداد باستمرار، بسبب انخفاض الجنيه أمام العملة الأجنبية، وقل الطلب لدى صفحتها حتى توقفت تماما، كما أن جمارك المنتجات المستوردة تضاعفت، مما اضطرها إلى وقف الاستيراد

وأفادت بأن مكسبها كان جيدا كمصدر دخل، ولكن بعد وقف الاستيراد، توقف العملاء عن الطلب، مما أدى لخسارة دخلها الذي كانت تعتمد عليه، وتحاول إيجاد منتجات محلية بدلا من المستوردة، لكيلا تخسر زبائنها.

خسارة موسم العيد

أوضح أحمد مصطفى، صاحب محل ملابس وإكسسوارات وألعاب، أزمته مع ارتفاع الأسعار وضعف المكسب من مشروعه الخاص، حيث قلت كمية البضاعة في المحل، وكلما يزيد السعر تقل المبيعات، كما أن هناك بضاعة مركونة والضرر عاد عليه بالخسارة..

وأضاف أنه في فترة العيد، الذي يعتبر موسم البيع، قلت خلالها المبيعات إلى ٥٠٪، وبدلا من شراء الزبون لطقمين أو ثلاثة، يشتري واحدا فقط، لأن لديه أولويات أخرى، والفرق بين نسبة المبيعات من السنة الماضية وهذه السنة ٧٠ في المئه

كما قال إنه على الرغم من أن المبيعات تقل في موسم العيد، إلا أنه يكسب، لكن بعد مرور الموسم تنخفض المبيعات بشدة، كما أن هناك بضاعة كثيرة لم تباع من موسم الشتاء الماضي، وأنه يحاول استغلال المواسم ويتاجر في سلع أخرى ليغطي التزاماته الشخصية.

تقلبات عملية التسعير

قال الخبير الاقتصادي دكتور وائل النحاس، إن بعض المستوردين والمصنعين والتجار، يلجئوا لزيادة أسعار المنتجات والخامات بسبب عدم الإفراج على البضائع من الموانئ، بخلاف عدم ضمان تغطية الاعتمادات المستندية الخاصة بعملية الاستيراد الجديدة، وذلك لانعدام الثقة في عملية الاستدامة، سواء الإفراج اللحظي، أو تغطية الاعتمادات الاستيرادية، ليكون هناك عملية تسعير محاطة بأدوات التحوط التي تضمن لهم الحفاظ على رأس المال والأرباح، والذي يأتي فيما بعد على حساب المواطن.

وأضاف أنه يجب على أصحاب المشاريع الصغيرة توخي الحذر في عملية التسعير، نتيجة التقلبات السريعة ورفع فوائد التمويل والتكاليف المتغيرة والثابتة، التي تجعلهم عرضة للهزات الاقتصادية

TAGGED:
Share This Article
Leave a comment