كتب محمود حمدي
في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، التي أثرت بشكل كبير على العديد من الشركات والمصانع وأدت إلى إفلاس بعض الشركات، شهدنا ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة البطالة، مما دفع العديد من الشباب إلى استكشاف مسارات جديدة غير تقليدية لتحقيق الربح المالي.
ومن بين هذه المسارات، صناعة المحتوى غير الهادف على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات مشاركة الفيديو، حيث يدعي البعض أنهم صناع محتوى، لكنهم يتبعون أساليب مبالغ فيها لجذب الانتباه، وتفاعل المتابعين، دون التركيز الكافي على جودة المحتوى الذي يقدمونه. وبالإضافة إلى ذلك، ظهرت مؤخرًا العديد من الألعاب ذات الطابع المقامر التي تثير القلق في المجتمع بشكل عام.
وفي الآونة الأخيرة، شهدنا تزايدًا في عدد الشباب الذين يهتمون ببرامج المراهنات، حيث تُعتبر وسيلة سريعة لتحقيق الأرباح، سواء بشكل شهري أو أسبوعي، وتعتبر هذه البرامج طريقًا سهلا للشباب، حيث يمكنهم ببساطة إيداع الأموال والمراهنة على مجموعة متنوعة من الأحداث مثل سباقات الخيول، ومباريات كرة القدم، وحتى الألعاب الإلكترونية، ومن بين هذه البرامج برنامج 1xbet.
قصص الهزائم والانتصارات
وقد وقع ضحية هذه البرامج العديد من الشباب في الفترة الأخيرة، فمنهم من خسر أمواله ومنهم من خسر عائلته، ومنهم من فقد أعز أصدقائه، ووصلت الأمور بالبعض إلى فقدان حياتهم.
وعندما تحدث (ك. ع) عن تجربته، قال إنه قام بممارسة لعبة من هذه الألعاب تُسمى “كونكر بوكر”، وهي لعبة بطاقات ورقية، تبدأ اللعبة بدفع مبلغ 800 جنيهًا لتحويله إلى شيء يطلق عليه اسم “الملايين”، وتتكون الجولة في اللعبة من خمسة أفراد، فإذا فاز أحدهم يحصل على كل ما وُضع من قبل الآخرين.
فقام (ك.ع) بالاتفاق مع صديق له على العمل معًا حتى يفوز أحدهما ويخسر الآخرين، على شرط أن يتم تقسيم المكسب بينهما، وأضاف أن صديقه كان يحقق الكثير من الأرباح، في حين كان يحصل هو على القليل، مما أدى إلى نشوب نزاع بينهم، وفي إحدى المرات، رفض صديقه أن يعطيه نصيبه من الربح، الأمر الذي أدى إلى تصاعد الخلاف بينهما ووصول الأمر إلى الشجار، وتدخلت عائلتي كلاهما لفض هذا النزاع، حتى قرر الشاب التوقف عن لعب تلك اللعبة ومسحها.
وقال (أ.و) أنه قام بتجربة برنامج 1xbet عندما وجد إعلانًا له يحتوي على كلمات شجعته على أن يخوض التجربة، وهي أنه بمجرد أن يضع مبلغًا معينًا سيعود إليه بالضعف، فاشترك في اللعبة وتعلم كيفية ممارستها في البداية على الألعاب الإلكترونية، وبعد ذلك بدأ المقامرة على 10 مباريات ستُلعب في نفس اليوم وراهن بمبلغ ثلاثة آلاف جنيه، ولكن أخطأ التوقع فخسر المبلغ كله، ولكن استمر في المقامرة وما زال مستمرًا حتى الآن.
وأوضح (ع.و) عن طريقة معرفته لتلك البرامج حيث قال إنه تعرف على اللعبة عن طريق الاستماع لحديث بعض الأشخاص في مكان عام يتحدثون عنها وعن المواقف التي تحدث فيها، مما أثار فضوله لتجربة تلك اللعبة وخسر في البداية، ولكن استمر في المقامرة على مباريات كرة القدم وتحصل على مبلغ سبعة آلاف جنيه في رهان واحد، وظل يلعب حتى تعرض لحادث على الطريق ونجا منه، ومن بعد ذلك لم يمارس تلك اللعبة مرة ثانية بسبب الدافع الديني.
يُجرم القانون القمار بشكل عام، ولكن هل يوجد نص قانوني يُجرم ممارسة القمار في برامج المراهنات الجديدة؟
في هذا السياق، أوضح حمدي خليفة، نقيب المحامين الأسبق، في تصريحات إعلامية أن برامج المراهنات ظاهرة انتشرت منذ وقت قريب وتم تصديرها للدول العربية بشكل غير مباشر، وأن القمار جريمة طبقًا لمادة ٣٥٣ وتصل عقوبتها إلى السجن لمدة عام أو أكثر، مع توقيع غرامة، وتلك العقوبات تسري على من يمارس القمار حتى على برامج المراهنات.
وأضاف أن تلك المسألة تُعتبر جديدة في القانون وتحتاج إلى متابعة أدق وأكثر من البرامج التقليدية، خاصة أنها جديدة على المجتمع المصري، لذلك يجب على جميع الأهالي أن يظلوا يقظين، خاصة مع استخدام الكثير من الأطفال لتلك البرامج بكثافة، وينبغي علينا أن نكون مدركين أن تلك البرامج ليست مجرد برامج عادية، بل هي برامج قمار تشبه ألعاب القمار المعروفة.