كتبت دينا كرم
تشهد صناعة السيارات في مصر نقلة نوعية بإعلان إنشاء أول مدينة متخصصة لصناعة السيارات وهي مدينة “إيباز”، والتي تقع في منطقة شرق بورسعيد علي مساحة مليون متر مربع بجوار مدينة نيرك لصناعة القطارات، وايباز تعد رمزا للتطور الصناعي، وخطوة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز قطاع الصناعة.
وبدأت رحلتها الاستثنائية في عام ٢٠٢٢ بتوقيع اتفاقية مذكرة تفاهم بين القطاع العام والقطاع الخاص، وقد رسمت خارطة طريق تجعلها الوجهة الرئيسية لمصنعي السيارات في المنطقة، ويهدف المشروع إضافة ٢٤٠ ألف سيارة سنويا لقدرة مصر الإنتاجية ويشارك فيه عمالقة صناعة السيارات في العالم مثل تويوتا وجينرال موتورز ونيسان وبي أم دبليو.
كما أن المدينة تعتبر ذات موقع استراتيجي حيث تقع في منطقة السويس والتي تقع فيها المنطقة الصناعية بشرق بور سعيد، والذي تتميز بوجود بنية تحتية متكاملة لاستقبال إنتاجها، كما تستفيد من ميزات أخرى مثل إعفاء جميع الموارد المطلوبة للمشروع من الجمارك مما يسهم في خلق بيئة مثالية للإنتاج.
وتتميز المدينة بثقل يتمثل في الأطراف الموقعة علي الاتفاقية مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وصندوق مصر الريادي، والشركة المصرية العالمية للسيارات، وشركة الاستشارات المصرية العملاقة، لذلك فإن إيباز استطاعت توحيد جهود شركات ومؤسسات مصرية من القطاعين العام والخاص لم تتكرر كثيرا لذلك يحسب لها هذا الإنجاز.
حلم اقتصادي وتحديات عالمية
وقال عمر بلبع رئيس شعبة السيارات بالغرفة التجارية إن مدينة إيباز هي حلم طال انتظاره لما سيحققه من خير ورخاء لمصر، ولكن هذا الحلم يعيق تحقيقه ظروفا عالمية لم نستطع أن نتغلب عليها أو أن نسيطر على تأثيراتها، لكن بمجرد أن تهدأ الأوضاع وتحل الأزمات التي تلحق بالعالم والتي بالطبع يكون لها تأثيرها المباشر على مصر، سيكون حدثا إيجابيا سيحدث نقلة في قطاع السيارات بمصر.
المستهلك المستفيد الوحيد
وفي تصريحات إعلامية قال خالد سعد الأمين العام لرابطة مصنعي السيارات عن اهتمام الدولة بالمشروع يهدف أولا وأخيرا لتصنيع وتجميع وتطوير وتنمية المجتمع المحلي والذي ينبع من الاهتمام بتوطين الصناعة المحلية وتوجيه المستثمرين لمجال الصناعة لأنها قاطرة الإنماء، واهتمام الدولة بتخفيض فاتورة الاستيراد التي وصلت لأكثر من ٨ مليارات دولار سنويا، لذلك أولى رئيس الوزراء والقيادة السياسية الاهتمام بتطوير الصناعة، فإنشاء مجمع مثل إيباز يعتبر اتجاها صحيحا للدولة لاستدعاء كافة المستثمرين لبداية الصناعة الحقيقة في مصر.
وأضاف أن المدينة ستسهم في انتعاش سوق السيارات المصري في الفترة المقبلة، فمعنى وجود صناعة في مصر سواء في المنطقة الاقتصادية أو إيباز، سيكون بداية لمعرفة المنتجات المصنعة محليا في السوق المحلي، ثم بعدها تتجه الدول للأسواق الخارجية ولكن بعد تغطية كافة الاحتياجات، وهذا سيحل معضلة وفرة الإنتاج التي تصاحب الاستيراد لذلك فإذا توفر وجود صناعة محلية بالتالي سيحقق الاكتفاء في السوق المصري.
وأشار أن بوجود المدينة سيحدث انخفاضا في أسعار السيارات ولكن ذلك متعلق باستقرار العملة وتوافر المنتج، فبعض الأشخاص يستغلون عدم وفرة المنتج وتغالي الأسعار وهو ما يسبب ظاهرة الأوفر براديس، أما وجود وفرة في المنتج سيسمح بشراء السيارات بشكل مباشر من الوكيل أو من التاجر المعتمد بالتالي يصبح السعر الموجود هو السعر الحقيقي للسيارة.
وأعرب عن أمانيه بالاهتمام بوجود كل المنتجات العالمية وليس منتجا واحدا فقط، وأن تأتي المنتجات العالمية مصر وتصنع فيها، لوجود كل الأمن والأمان، وتوافر الخبرات والعمالة والمهندسين المعتمدين الأكفاء، وأكد على أن أكثر المستفيدين من إنشاء هذا المجمع هو المستهلك المصري، بالإضافة لاستفادة الحكومة والشركات والمستثمرين فالجميع يعملون في اتجاه واحد وهو تنمية الصناعة المحلية.
لذلك من الواضح أن مشروع إيباز سيكون جنة على أرض مصر وسيحدث اختلافا كبيرا في قطاع الصناعة في مصر خاصة صناعة السيارات والصناعات المغذية لها، ولكن هل سيتحقق هذا الحلم وتتحقق آمال المصريين معه؟